أكدت استهدافه بورتسودان بالمسرات
نيو يورك تايمز…نظام ابو ظبي
يستضيف حميدتى ويسلح مليشيا التمرد
التميز نيوز:انصاف العوض
اكد مسؤولون امركيين لصحيفة (نيو يورك تايمز ) الامريكية علم الولايات المتحدة أالامريكية بان الإمارات تأوي المتمرد محمد حمدان دقلو في أبوظبي وتُسلّح مقاتليه في الميدان، وقالت الصحيفة :أولاً، سافر الفريق حمدان جواً إلى الإمارات، حيث مُنح ملاذاً آمناً في مسكن محمي، وسُجِّلت له خطب مصورة لمؤيديه في السودان.
واضاف المسؤولين ألامريكيين. انه وبعد ذلك بوقت قصير، نفّذت الإمارات مخططاً سرياً لتسليح مليشيا حميدتى من قاعدة جوية صحراوية شرق تشاد.
وارجع المسؤولون ألامريكيون الدعم الاماراتى اللامتناهى للمتمرد حميدتى لثلاثة ابعاد. تتمثل فى اخلاصه فى القتال مع الإماراتيين في اليمن. وتركيز استثماراته المتمثلة فى بيع وشراء الذهب والأسلحة هناك .اضافة إلى إعلانه العداء للجماعات الإسلامية.

تنصت امريكي
ووفقا لذات المصادر فأن وكالات الاستخبارات الأمريكية وباستخدام عمليات تنصت على المكالمات الهاتفية، توصلت إلى أن حميدتى يتمتع بخط اتصال مباشر مع اثنين من قادة الإمارات، الشيخ محمد والشيخ منصور. كما حددت هوية مسؤول إماراتي نسق شبكة من الشركات الوهمية التي ساعدت في تمويل وتسليح قوات التمرد
واضافت الصحيفة بان الإمارات ارسلت أسلحةً إلى قوات التمرد عبر قاعدة جوية في تشاد، حيث كانوا يُديرون ظاهريًا مستشفى ميدانيًا بتمويل من جمعيتين خيريتين ، كلتاهما تحت سيطرة الشيخ منصور أو إشرافه .
مهندسي الفوضى :
واضافت قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأهلية في السودان، استقبل أحد أغنى الرجال في الشرق الأوسط، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد مهندسي الفوضى في قصره الفخم على الخليج العربي.
وتضيف الشيخ، الأخ الأصغر لحاكم الإمارات العربية المتحدة القوي، معروف في الغرب بشغفه بجمع اليخوت الفاخرة وخيول السباق، ولعلّ أشهر ما يُعرف به هو مالك نادي مانشستر سيتي، فريق كرة القدم الإنجليزي الناجح للغاية. وفي العام الماضي، حصل فريقه في نيويورك على موافقة لبناء ملعب كرة قدم في كوينز بتكلفة 780 مليون دولار، وهو الأول من نوعه في المدينة.

استضافة مشينة
ووفقا للصحيفة انه في فبراير/ 2023، كان يستضيف علانية قائداً سيئ السمعة من صحاري غرب السودان ــ استولى على السلطة في انقلاب، وبنى ثروة طائلة من الذهب غير المشروع ، واتُهم بارتكاب فظائع واسعة النطاق.
وكان الرجلان يعرفان بعضهما البعض جيدًا. كان الشيخ منصور قد استضاف القائد السوداني، الفريق أول محمد حمدان، قبل عامين في معرض للأسلحة في الإمارات، حيث جالا في معارض الصواريخ والطائرات المسيرة.
ثم انفجر الصراع في السودان، في أبريل/ 2023، وساعد الشيخ منصور الجنرال على شن الحرب.

غطاء خيري :
وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأمميين.
أنشأت جمعيات خيرية تابعة للشيخ منصور مستشفى، مدّعيةً أنها تعالج المدنيين. لكن هذا الجهد الإنساني كان أيضًا غطاءً للجهود الإماراتية السرية لتهريب طائرات مُسيّرة وأسلحة قوية أخرى إلى قوات الدعم السريع، التابعة للجنرال حمدان ،
وظهرت أدلةٌ كثيرة على ارتكاب قوات الفريق حمدان مجازر واغتصابات جماعية وإبادة جماعية . فى وقت ينفي فيه الإماراتيون تسليح أي طرف في الحرب، لكن الولايات المتحدة تنصتت على مكالمات هاتفية منتظمة بين الفريق حمدان وقادة الإمارات، بمن فيهم الشيخ منصور.
وساعدت المعلومات الاستخباراتية المسؤولين الأميركيين على استنتاج أن الأمير الإماراتي لعب دورا محوريا في الجهود المبذولة لتسليح قوات الجنرال حمدان، مما أدى إلى تأجيج صراع مدمر أدى إلى المجاعة وأكبر أزمة إنسانية في العالم .

مسارب الشيطان:
وعلى الرغم من امتلاكه أحد أشهر فرق كرة القدم في العالم، ظل الشيخ منصور، 54 عاماً، لغزاً، وكثيراً ما أظهر قدرة عل التلون والاختباء في ظل إخوته الأكثر شهرة أو قوة.
وفي المقابلات التي أجريتها الصحيفة مع أكثر من اثني عشر مسؤولا أميركيا وأفريقيا وعربيا، تم وصفه بأنه يقف في الطرف المتطرف والداعم للمسار الذى تسلكه بلاده لتوسيع نفوذها في مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.
وفي أماكن مثل ليبيا والسودان، يقولون إن الشيخ منصور دلل أمراء الحرب والحكام المستبدين كجزء من حملة إماراتية شاملة للاستحواذ على الموانئ والمعادن الاستراتيجية، ومواجهة الحركات الإسلامية، وترسيخ الدولة الخليجية كقوة إقليمية ثقيلة الوزن.

ربيع الرعب :
وتمضى الصحيفة قائلة لقد كان الربيع العربي في عام 2011 نقطة تحول بالنسبة لآل نهيان. فمع سقوط الحكام المستبدين في الشرق الأوسط، ساور العائلة قلقٌ من أن تكون هي التالية . وصرح حاكم الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، لمسؤولين غربيين بأنه يخشى من القوة المتنامية للجماعات السياسية الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وتعهد بوقفها.
وعليه تدخلت الإمارات بقوة في دول مثل مصر وليبيا واليمن. لكن ذلك غالبًا ما تضمن دعم انقلابات عسكرية، أو تسليح المتمردين، أو إقامة تحالفات مع أمراء حرب غير فاسدين. ولإدارة بعض هذه العلاقات، تطلّب الأمر مهارةً ودقةً.

اختيارات ودلالات
ويقول أحد كبار المسؤولين الأميركيين السابقين.للصحيفة وبأمر من شقيقه، حاكم الإمارات، تولى الشيخ منصور دور إدارة “رجال أقوياء غير اسوياء ولكنهم مهمون” في أماكن مختلفة،
وفي ليبيا، كان الرجل القوي المُفضّل هو خليفة حفتر، العميل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والذي وعد بملء الفراغ الفوضوي الذي خلّفه مقتل العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي. والأهم من ذلك، أن حفتر كان مُعارضًا للجماعات الإسلامية.
ومنذ عام 2023 لاحظ المسؤولون الأمريكيون أن الشيخ منصور كان يتحدث بانتظام مع حفتر، وأنه كان “يدير” العلاقة بهدوء، وفقًا لعدد من المسؤولين الأمريكيين. وتذكر أحد المسؤولين: “عندها أدركنا أن الإماراتيين كانوا يراهنون عليه
تدفق الأسلحة
تسبب التحالف في بعض الخلافات مع واشنطن. تدفقت أسلحة إماراتية إلى ليبيا، في انتهاك لحظر الأسلحة الدولي . وقال مسؤول كبير إن بعض الأسلحة الأمريكية التي بيعت للإمارات وصلت إلى ليبيا. في عام 2020، صرّح البنتاغون بأن الإمارات دفعت على الأرجح أموالًا لمرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية للقتال إلى جانب حفتر في هجومه على العاصمة الليبية.
ولكن لم تكن هناك ردود فعل شعبية كبيرة تجاه الإمارات، التي كانت قد حولت انتباهها بحلول ذلك الوقت إلى دولة أخرى ذات قيمة استراتيجية: السودان.
قيمة استراتيجية :
هناك، كان الرئيس عمر حسن البشير، الحاكم المخضرم، متحالفًا مع إيران، المنافس الشرس للعديد من الدول العربية على النفوذ في المنطقة. وصرح مسؤولون سودانيون وأمريكيون بأن الشيخ منصور كُلِّف باستمالته إلى الجانب الإماراتي. وتُوِّجت سلسلة من الاجتماعات السرية عام ٢٠١٧ بزيارة رفيعة المستوى للسيد البشير إلى أبوظبي وبعد فترة وجيزة، تدفقت مليارات الدولارات من المساعدات الإماراتية إلى السودان، بحسب وسائل إعلام رسمية إماراتية.

خلف الكواليس
استاء العديد من المسؤولين الأمريكيين. كان السيد البشير مطلوبًا من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لدوره في الإبادة الجماعية في دارفور قبل عقد من الزمان. أما بالنسبة للإمارات، فقد كان تحالفًا مثمرًا: فقد أرسل السيد البشير قوات إلى اليمن للقتال إلى جانب الإمارات والسعودية في حربهما ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
كانت تلك أيضًا بداية علاقة جديدة. كان العديد من القوات المرسلة إلى اليمن تابعة لقوات الدعم السريع ، التي كانت آنذاك جماعة شبه عسكرية حديثة التأسيس بقيادة الفريق حمدان.
وسرعان ما أصبح الجنرال حليفًا وثيقًا للشيخ منصور.
وقال جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي إلى منطقة القرن الأفريقي من عام 2021 إلى عام 2022: “لقد فهمنا دائمًا أن منصور يقف خلف الكواليس في السودان”.
تحدى غربى
عندما ساعد الجنرال حمدان في الاستيلاء على السلطة بانقلاب في السودان عام ٢٠٢١، استشاط المسؤولون الأمريكيون غضبًا. فقد تلقوا تأكيدات بأن المدنيين، وليس العسكريين، سيحكمون البلاد.
لكن الإمارات وافقت على الاستيلاء على السلطة، وسرعان ما استقبلت الجنرال حمدان ترحيبا رسميا حارا في أبو ظبي.
كانت الإمارات في طريقها لتتجاوز حتى الصين كأكبر مُبرم صفقات أجنبية في أفريقيا. وقد استثمرت شركاتٌ بقيادة عائلة آل نهيان مليارات الدولارات في مناجم ومراكز بيانات وأرصدة كربون أفريقية، في إطار سعي الدولة الخليجية إلى تقليص اعتماد اقتصادها على النفط.
ولكن بالنسبة لعدد قليل من الدول ذات الموقع الاستراتيجي، عملت الإمارات أيضاً كصانعة ملوك للأسلحة.
وعندما انهار السودان في حرب أهلية عام 2023، انحازت الإمارات بقوة إلى جانب حليف الشيخ منصور، الجنرال حمدان.

قلق امريكي:
وبمجرد بدء الحرب، بدا أن الشيخ منصور قطع العلاقات العلنية مع الجنرال حمدان، لكن الصلة ظلت قائمة.
وفي مسعىً لكبح التدخل الأجنبي، واجه المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، الشيخ منصور شخصيًا عام ٢٠٢٤ بشأن دعمه للجنرال حمدان خلال اجتماع في الإمارات، وفقًا لمسؤول أمريكي. ورفض الشيخ منصور الاتهامات، قائلاً إن مسؤولية السلام تقع على عاتق أعدائه.
في واشنطن، أصبح القلق المتزايد بشأن الدور الإماراتي في حرب السودان قضيةً مشتركةً بين الحزبين في الكونغرس. ففي جلسة استماع في يناير ، انتقد ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي الحالي، الإمارات، متهمًا إياها بدعم “إبادة جماعية” يقودها الفريق أول حمدان. وضغط ديمقراطيون بارزون من أجل حظر مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات حتى تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع التابعة للفريق أول حمدان.
وتزايدت هذه الدعوات في مايو/ الماضي بعد أن قصفت قوات الدعم السريع مستودعات الوقود ومحطات الطاقة وآخر مطار دولي في السودان، باستخدام طائرات بدون طيار قوية قال مسؤولان أمريكيان سابقان إن الإمارات هي التي قدمتها.
ولكن بعض هذه الانتقادات خفتت بعد أيام قليلة، عندما زار الرئيس ترامب الإمارات.
وفي القصر الرئاسي الرخامي الفخم في أبو ظبي، استمتع ترامب بالاستقبال الباذخ عندما وقع على صفقة ذكاء اصطناعي بقيمة 200 مليار دولار مع الدولة، بالإضافة إلى تعهدات إماراتية سابقة باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة.
وقال ترامب للشيخ محمد : “أنت رجل رائع، ويشرفني أن أكون معك” .
وكان يجلس بجانبهم الشيخ منصور، الذي قال إنه سيستخدم مشروع عملة مشفرة لعائلة ترامب لإتمام معاملة بقيمة 2 مليار دولار من المتوقع أن تولد مئات الملايين من الدولارات لعائلة الرئيس.
وبعد أيام، تجاوزت إدارة ترامب الكونقرس ووافقت على صفقة أسلحة أخرى بقيمة مليار دولار للإمارات.