إبر الحروف
عابد سيداحمد
العبوا غيرها !!
- هاتفنى أمس احد اقاربى من ودمدنى متسائلا عن المسيرة التى ضربت الإذاعة والتلفزيون وكنت لحظتها مع الأمين العام للحكم المحلى بالخرطوم الاستاذ ايهاب هاشم فى سيارته نمر بشارع النيل امام الإذاعة والتلفزيون وكل شئ امامنا كان مستقرا ولا علاقة للاشاعة بشئ فى الواقع هناك
- وفى المساء طالعت فى الاسافير إشاعة المحاولة الانقلابية والتى حاول من نسجها الاستفادة من اجواء عمليات التقاعد التى تمت لبعض القادة الذين ارتبطوا بالصمود فى أذهان الناس فى حرب الكرامة
- والاشاعة جزء من اى حرب وتتعاظم عندما يفشل الطرف الآخر وأنصاره فى تحقيق شئ على أرض الواقع
- والتعاطف مع اللواء نصرالدين واللواء نادر هو من طبعنا السودانى الا ان يقينى أن التجارب منذ ثورة ديسمبر ومااعقبها من أحداث وتداعيات اكسبت البرهان ومن معه خبرات وقدرات على القراءة وبعد النظر تجعلهم يحسبون لكل خطوة حسابها فالبرهان أيام الثورة ليس هو البرهان مابعد مؤامرة حميدتى ولا بعد إدارته للمعركة الكبرى ضد عدة دول والانتصار عليها فيها
- و مجلس السيادة تحول العسكرين فيه إلى لاعبين مهرة سياسيا يعرفون كيف يتبادلون الادوار فعندما يخرج كل يوم الفريق ياسر العطا فى عام الحرب الاول ويتوعد المليشيا ويفضح دويلة الشر ثم يصمت مؤخرا فإن صمته ليس من خلاف ولا من ضغط وانما لدور لاخر وعندما يقفز الفريق الصامت ابراهيم جابر إلى الواجهة مؤخرا قائدا للاعمار بقوة فذلك دور كان مرتب له وعندما يقود الفريق كباشى العمليات فى سنجه والجزيرة داعما للقوات ويتنقل بطائرته عقب كل نصر مبشرا بالفتح القادم فذلك دور كان مطلوبا من نائب القائد العام للجيش والرئيس البرهان لايمكن أن يختلف مع أى منهم أو يفرط فى أحدهم وهم يعملون فى تناغم وتوزيع ادوار مدهش اكسبته لهم التجارب فالجنرالات الفوق عساكر يمارسون السياسة بذكاء وهذا هو الذى جعل مجلس الأمن الدولى يرفض الحكومة الموازية بعد إدراكه انها لاتساوى الحبر الذى كتبت به على أوراقهم
- والذين ينزعجون لما جرى فى سويسرا نقول إن البرهان يدرك أننا فى عالم لايحترم إلا الأقوياء لهذا لم ولن ينكسر لاى ضغوط فى اى مفاوضات يذهب لها ويعرف كيف يجعلها لصالح حكومته .. إنها تجربة السنوات والمهارات المكتسبة
- والتى تجعل الاشاعات تموت سريعا وتبرز مكانها الحقائق على أرض الواقع
- وتجعل ترتيب الأوراق العسكرية والسياسية يتم بوعى مستفيدا من تجارب الماضى
- وهذا ماتم بشأن سحب القوات من الخرطوم وماتلاها من إجراءات بشأن صلة كل القوات بضوابط الجيش