أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب
من غير ميعاد
إبننا العزيز والصحفى الشاب معاذ فريحة ابن ربك النيل الأبيض ، جمعتنى به دروب محبة العمل ، وتشجيعا فتحت له وثلة شابة صفحات اخبار اليوم ، فاجأنى بمقال فى زاويته ذهاب وإياب بكلمات عن شخصى الفقير لمحبة واحترام الآخرين ، وافتخارا واعتدادا بمقاله أشاركه فى زاويتى وادناه ما كتبه الحبيب معاذ:
من غير ميعاد
الصحفي/ عاصم البلال
*معاذ فريحة*
يكتب:
ذهاب و إياب
أستاذنا عاصم البلال الطيب ، من أساتيذ الصحافة السودانية ، بل من الأقلام المهمة في تاريخ صحافتنا الغراء ، لا سيما أنه صاحب يراع ذهبي و خبرته التراكمية إمتدت لقرن …..( 50)عاماً ، من العطاء، قضاها كاتباً في صحافتنا ،بجانب أنه يكتب بدون خط ،بدون ألوان سياسية و لا تعرف من يدعم أو من يشجع سياسياً، يبدو كأنه يحور تحويرا ، كما قلمه ليس حاد أو بذي أو لعان أو فاحش ، ليس من باب أن بيته من زجاج لذا لا يرمي الناس بالحجارة،لكن ذلك تأدب و حكمة . ود الشيخ عاصم البلال ، كما يحلو للبعض منادته ،كما أن والده الشيخ البلال الطيب ،كان ورع صالح عارف بالله ،ربما أستاذنا عاصم البلال هو الأشبه بوالده خلقاً و أخلاقاً ،بجانب الشيخ البلال رحمه الله كان خلقه القرآن ، أستاذنا عاصم أسم عموده إجراس أما فجاج الأرض إضافها لعموده و أقتبسها من عمود والده، من أجل تخليد ذكراه كما يضع صورة والده رحمه الله على بروفايل عموده،كما كان لأ ستاذنا عاصم، صورة و هو جالس على فروة الصلاة و يكتب مقاله اليومي لأخبار اليوم . أستاذنا عاصم البلال إرتبط وجدانياً و روحياً بمنطقة ديم القراي منطقة أسلافه و أجداده ،ثم ببحري شمبات ؛ التي كانت رحلة الذهاب و المجيء إليها صعب إبان الإحتجاجات و المظاهرات ، مما جعل أستاذنا يبث شكوه بعموده حين رحلته من منزله لمقر صحيفة أخبار اليوم بالخرطوم يومياً، أستاذي عاصم البلال إدارته لأخبار اليوم جيدة ، لاسيما أنه جعلها تتناول كثير من المواضيع الهامة ،و جذبت عدد من الكتاب و القراء ، وذلك ما جعل شهية القارئ مفتوحة لتصفحها، كما إبتدع و إحدث شيء ،حيث جعل مقاله على عموده إجراس فجاج الأرض،في أول الصحيفة بدلاً من أخرها و أعتبره بدعة حسنة تفتح شهية القارئ ،عن نفسي أول ما أقرأه عمود عاصم البلال رغم طوله كطول الجبال، بل أستاذنا يكتب بإسهاب دون إيجاز مما يجعل المقال غني و مشبع بالمعلومات ؛ من خلال ذلك يجد القارئ اللذة و المتعة ، و أذكر كتب أستاذنا عاصم مقال عن مدير مكتب الأمام الصادق المهدي السيد محمد زكي و زيارتهم الخارجية ،و عن تكريم الشاعر المكي، و السيدة الصحفية رباح الصادق المهدي؛ التي كانت الأقرب و الأشبه بإبيها الأمام خلقاً فمن شابه أباه ما ظلم، و عن رجل الأعمال معاوية البرير و سلط الضوء و ملك القارئ معلومة عظيمة لا يمكن الحصول عليها من غريب إلا من قريب . شعرت بالقلق و الحيرة و التوتر عندما كان حديث كل القربات و الوسائط ، أن عصابة تسعة طويلة نهبت هاتف أستاذنا عاصم البلال في وسط الخرطوم في وضح النهار ،و على الفور أتصلت به و أكد صحة الخبر ، ثم ذكر لي أنه لا يهمه الهاتف كقيمة ، و لكن به أرقام مهمة و مقالات حتى نهب أثناء كتابة مقاله اليومي ،و قمت بترك مقالي و نشرت مقال مطول بصحيفة أخبار اليوم بعنوان الصحفي عاصم البلال الطيب و تسعة طويلة و نشر. بينماكنت أنوي في رمضان قبل الحرب تناول إفطار رمضان بمنزله بشمبات لكن الظروف كانت دونه ، أستاذ عاصم حين أجريت معه لقاء في قرب على تطبيق الواتس به شخصيات مهمة تحدث حديث القلب دون برتكول ،و تحدث أنه يستمع لوردي و يفضل أغنياته ؛ لذلك على الفور سميت اللقاء على أغنية من غير ميعاد لوردي ، كما اللقاء كان بدون موعد مسبق ،و ها عنوان المقال مثله، بل أفصح في اللقاء أنه ينوي إنشا إكاديمية تدرب و تؤهل الصحفيين ، كم كنت أتمنى أن أكون من خريجيها، أستاذي عاصم البلال يأخذ بيد الشباب ، و أنا أحدهم فقد أعطني مساحة مقال يومي بجريدة أخبار اليوم ،و فتح لي أبواب الصحيفة على مصرعيها ، كما فتح لي قلبه لذا له خالص مودتي و تقديري ،أستاذنا عاصم البلال…. أثناء الحرب ترك شمبات مثل روما تحترق ،وأفداً إلى بورسودان و أتصلت به و ذكر بأنه مقيم فيها،نسأل الله أن يطيب أيامه في مدينة الثغر ، و أن ينعم على بلادنا بالأمن و السلام و الأستقرار