خارج الصورة
عبدالعظيم صالح
مستشفي دقنة. قصة تروي.
منذ قدومنا لبورتسودان..نتجول كثيرا في هذه المدينة التي جمعت الآن بين وظيفتها القديمة التي أشتهرت بها (ثغر السودان الباسم) وبين وظيفتها الطارئة( عاصمة) السودان الإدارية.
هذا المتغير أضاف لها ضغطا مضاعفا بعد تنامي أعداد السكان الجدد القادمين من الخرطوم وبقاع أخري بسبب الحرب الذين يحتاجون لخدمات الحياة وضروراتها من مأكل ومشرب ومسكن وصحة.
والأخيرة كانت الاكثر إلحاحا وضرورة وقبلت بورتسودان التحدي رغم ضعف الامكانيات وشح الموارد وإختلال ميزان العرض الثابت والطلب المتزايد والذي تحمله البصات السياحية القادمة كل يوم من إتجاه العقبة لداخل المدينة تحمل في جوفها بشرا يحتاجون للعناية والرعايا الصحية..
تردد إسم مستشفي عثمان دقنه كواحدة من الوجهات الصحية التي يطلبها المواطن المقيم والوافد طلبا للعلاج وتردد كثيرا إسم الدكتور محمد كمال احمد موسي المدير العام لمستشفي عثمان دقنه. تعرفنا عليه في فترة وجيزة وأضحي صديقا للوسط الصحفي أفرادا ومجموعات وروابط صحفية كثيرة يعج بها المجتمع الصحفي الجديد ببورتسودان..وأسهم بقسط وافر في كثير من المبادرات الخاصة بحالات لزملاء وزميلات وأسرهم ولم (يقصر )أبدا في الواجب ومد يد العون رغم الضغط الهائل الذي يتعرض له هو شخصيا ومشفاه من (ضغوطات يومية)تتراوح بين (الممكن والمستحيل)..
ضمتنا معه لقاءات ومناسبات عدة مشاركا ومستمعا لحكاياتتا وقصصنا. الكثيرة التي لا تنتهي ..
هذه المره فضلنا أن نسمعه و جلسنا اليه في مكتبه العامر نحن ومجموعة من الزملاء الصحفيين بمبادرة من زميلنا الصحفي إيهاب محمد نصر. طلبنا منه أن يحكي لنا هذه المرة قصة المستشفى وكيف واجه تحدي الظروف والواقع الجديد الذي فرضته الحرب بكل قسوتها ؟..وكيف تبدو الصورة والتحدي الماثل ونحن ندخل (سنة ثالثة حرب. ).؟.
يقول الدكتور محمد كمال ..مستشفي عثمان دقنه المستشفي المرجعي الوحيد وتختلف الوظيفه هنا من المستشفي (الريفي)و( التعليمي) فالمرجعي يحتاج للأجهزة الدقيقة والتكنولوجيا والكادر المتخصص. ويحتاج لتركيز الموارد لتقديم خدمة نوعية يحتاجها المواطن في ظل تردي الواقع البيئي والوقائي والعلاجي. فتوفير الصحة ليس ترفا ولكنها ضرورة ..همنا توفير الاحتياجات فالدول التي كانت تستقبلنا كسياحة علاجية ما عادت متحمسة لاستقبالنا ..وهذا ما نسعي اليه نوفر علاجا بالداخل يوفر لنا عزتنا وكرامتنا بمواردنا الذاتيه…
ويقول استلمت إدارة المستشفي قبل وقوع الحرب بشهرين ..وبعد الواقع الجديد كنا أمام تحدي الظروف والواقع وكيفية توفير موارد خارج ميزانية الصحة. أقمنا شراكات خاصة مع المجتمع وشركات ..وفرت لنا غرف عناية مكثفة. وإستجلبنا أجهزة. وأستعنا بتخصصات نادرة وفدت من الخرطوم في جراحة المخ والأعصاب والظهر والقلب والكلي والمناظير ..إرتفع معدل العمليات الجراحية الدقيقة الي ٤٠ عملية جراحية في اليوم. . إرتفعت الطاقة الاستيعابية الي ٢٥٠ سرير. و١٩ غرفة خاصة بمستوى فندقي عالي و١٨ أسرة عناية مكثفة و٥ عناية وسيطة و٥ عناية قلبية. لا يمكن المقارنة بالرسوم التي نتقاضها والتي يمكن القول بأنها رمزية مقارنه مع المستشفيات الخاصة وهنا نشير لشراكات ناجحه أقمناها مع التأمين وحيوان الزكاة والصناعات الدفاعية وشركات مثل كوفتي وبترولايز في إطار المسئولية الاجتماعيه وإنعكست هذه الشراكات في تحسين البيئة واستكمال الخدمات وإدخال أجهزة حديثة كجهاز الأشعة المقطعية بتكلفة ٤٠٠ الف دولار ..
ويشير للحاضر قائلا تحديات كثيرة نعمل علي تذلييها بمجهود والي الولاية ودعم مجلس السيادة ووزارة المالية. فهناك وعود بحل قضايا الصرف الصحي وإكمال أعمال الصيانه والمعالجات الهندسية وكلها تحتاج لتدخل الدولة الخاص بآلياتها الإدارية والمحاسبية المعروفة في تسلسل العمل الحكومي .
ويقول نحتاج لطاقة شمسية لاستمرارية الكهرباء ففي ظل استهداف محطات الكهرباء نصرف يوميا ٣ مليار حتي لا تنقطع الكهرباء من غرف العناية والعمليات الجراحية. مع العلم.
ويختتم المدير العام لمستشفي عثمان دقنه قائلا. نوفر مرتبات لأغلب كوادرنا الطبية من مواردنا الذاتية ونسعي لتوسعة المستشفي في مبني مجاور يضم عيادات خارجية ومخازن ومرافق طبية أخري لازمة ومهمة لاستكمال دور المستشفي في تقديم خدمة طبية عالية يستحقها الشعب السوداني.