إبر الحروف
عابد سيداحمد
الخرطوم سمع وشوف (١)
- يحكى والعهدة للراوى ان بعض طلاب الشهادة السودانية بولاية الخرطوم عجزوا فى امتحاناتهم مؤخرا عن الإمساك بالقلم داخل القاعة والإجابة على الاسئلة وعندما جلس معهم المختصيين نفسيا عرفوا أنها تاثيرات معايشتهم لمآسى الحرب ورؤيتهم لمشاهد قتل ابائهم وعمليات الاغتصاب التى جرت لاخواتهم ومعارفهم وعمليات التعذيب التى كانت تتم لأسرهم من المليشيا أمام أعينهم
- وحكى لنا الراوى وزير التنمية الاجتماعية بالولاية الأستاذ صديق فرينى عن مجهوداتهم التى بذلوها خلال الحرب وبعدها وكيف أن وزارته كانت متحسبة لذلك وان الباحثين النفسيين كانوا موجودين حول الطلاب بالقاعات من اول يوم للامتحانات وكيف استطاعوا أن يعيدوا التوازن النفسى لهم لعبور الامتحان والإجابة على الاسئلة والخروج فى حالة نفسية مستقرة
- ولايختلف اثنان حول الأثر النفسى الذى تركته الحرب فينا جميعا ونحن نجبر على مغادرة بيوتنا فى مشاهد مذلة لنعيش النزوح والهجرة القسرية فى اقسى صورها
- ولتتوزع الأسر داخل البلاد وخارجها بسبب الحرب التى فرقت بين الزوج وزوجته والابن وامه وووو وفعلت بنا الافاعيل وجعلت التعافى النفسى مهما بعدها ليعود المواطن إلى بيته مطمئنا وليباشر عمله من جديد بهمة وهو دور الحكومة
- ويحمد لحكومة الخرطوم اهتمامها بذلك وأنها قد أعدت بحسب فرينى عدتها وان فرقها ظلت منتشرة فى كل مكان وتقوم بادوارها بإتقان فى الإسناد النفسى للمواطنين
- ومع المجهودات المبذولة هنا وهناك تبرز حقيقة أن أعمار الخرطوم مربوط بعودة مواطنيها والذين يربط كثير منهم عودتهم بعودة الكهرباء والمياه إلى مناطقهم على عكس مواطنى الجزيرة الذين استبقوا بعودتهم الخدمات فاعانوا حكومتهم بوجودهم فى الإسراع فى معالجة مشكلة المياه فى اسبوعين بينما اضطرت الخرطوم التى نجحت فى تشغيل محطة المقرن إلى إيقافها بعد انسياب المياه بعد أن اتضح لها أن كثير من مواسير المنازل مكسورة فجاء الإيقاف منعا من إسقاط المياه للمنازل الخالية الأمر الذى كان بالامكان تجنبه بوجود المواطن الذى بوسعه ان يعالج المشكلة داخل بيته وينعم بالمياه أما الكهرباء فقد اعتمدمواطن الجزيرة لحد كبير على نظام الطاقة الشمسيه لتنعم اكثر بيوتها بالكهرباء الشئ الذى ساعد حكومة الولاية على أن تعمل بهدوء وتنجح حتى الان فى توصيل التيار لكثير من المناطق أما الخرطوم التى دمرت المليشيا هذا الخدمة بالسرقة الواسعة للكيبولات ودمار الأعمدة وإسقاط الأسلاك بحاجه الى جهد كبير ووقت يمكن أن يستعين المواطن بالطاقات البديلة وقد حدثنا وزير الإعلام الناطق الرسمى للحكومة الأستاذ الطيب سعدالدين عن مجهودات كبيرة تبذلها الولاية فى محطات شمال بحرى وعد بابكر وسوبا يمكن أن تعالج مشكلات كثير من المناطق مشيدا بالمبادرات التى تمت من بعض البنوك والتجار فى إنارة عدد من الشوارع منتقدا تأخر عودة شركات الاتصالات للخرطوم وفعلا هذه الشركات كانت تعمل خلال الحرب ولها مواردها وبمقدورها أن تعود وتساهم مثلما عادت كثير من الشركات الأخرى والمؤسسات ونواصل