اخبار اليومFacebook
أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب
من ياتو ناحية
محمد صديق وأحمد فتح الله
سودانية فى مصر
لحظات تحملنى ، تقلنى طائرا لبلدى ، لعرشه أو لكأنه ، إلى ضاحية مصرية جميلة ، مجلببة سودانيا ومعمعمة ، صديقى مصعب محمود يتحسس زيه متفنجرا متحسسا ، وابتسام رضاء عريض يكسو وجدى أمين متحليا متزييا بالقومية بيضاء من غير سوء ، ووجها مشرقا وواجهة مشرفة لجهة عمله ولنا نحن الرفقة نازحين ولاجئين ، وإذ دخلنا باحة فيلا الضاحية ، قلنا هى السودانية فى حب المصرية بواح محبتنا الشعرية وحقيبتنا ، كل شئ أبيض يأتلق ، أهلى البواليد نوارة غرب شندى وغناويها ، يرصعون ساحة الفيلا ، يطرزون أجواءها بعبارات البشر والترحاب ، يقدمون عنهم فتح الله رجل أعمال الجمال وغناوة ثوبا لحواء السودانية سترا وجمالا ، يحسنون إستقبال ضيوفهم فاتحين لقلوبهم المغمورة فرحا المعمورة سلفا ، مشايخ السودان هناك ورموزه من كل صوب عينة ومن كل حدب قيمة ، أيدٍ مدسوسة فى بعضها بعضا ، وأمانٍ عِراض مبثوثة لإبن البواليد وكل البلاد أحمد فتح الله فنانا مترعا ودواء لتلك الجروح بلسما ، معجبو غنائيته لم يجدوا وصفا غير البندول عقارا مسكنا لطيفا على وظائف الأجساد الحيوية والأرواح الإنسانية ، فنان يبزغ نجمه من بيئة مغموسة فى التصوف ، عرس عقده بالضاحية المصرية محفل روحى ، ونجومه مداح المصطفى وبين جمهوره الشفيف عصام محمد نور منسلا من بين صفوف المهنئين بابتسامة عريضة ، وعصام لما ألاقيه لماما ، فهيم مأسور بتلك اللمة السودانية البيضاء حول ولدنا أحمد فتح الله عريسا مجذوبا ، لم يطل صبره التلفح عريسا متحررا ، مقبلا أيدى المشايخ ، متماهيا مع حال مداح الليلة الشباب ، مذرف الدمعتين محمر العينين ، يتقبل التهانى بالإرتماء فى الأحضان إمتنانا ، سفيرا للبواليد وابيه فتح الله الرجل الضو والأمة المصطفة ليلتها محبة فى أهل السودان وشيمهم الكريمة وتفردهم بالوصل تعظيما للرحم
البواليد فى مجتمعنا
والبواليد يا سادتى منهم البطل محمد صديق من كل النواحى ، ومن ياتو ناحية ، ولعرس ابنهم الفنان أحمد فتح الله تراصوا نجوما وتوهطوا كواكبا ، مرحابين بالقادمين محسسين أصغرهم بان محفل العرس إليه وحده منصوبا ، البواليد تجسيد لقوة المجتمع السودانى وتفوقه على الدول الرسمية المتعاقبة حكما فاشلا فى الإستفادة من المزايا المجتمعية والتأسيس عليها وتطويرها نظاما سودانيا يستفيد مثالا من قدرات البواليد فى الأصطفاف والتنظيم وإنجاب المكارم ومحمد صديق من أى ناحية ومن ياتو ناحية ، وكما البواليد تهدى الذائقة احمد فتح الله مفناً بجميل المغنى المحض على كل جميل فى الحى ، الفن ذاكرة السودانيين الحية و حقيبة خازنة لموروثاتهم الوجدانية ، وإذكاء للأنفس والأرواح ولإوارها ليبقى مشتعلا ، فلذا من العصى إنهاء دولة قوامها مجتمع خلاق يثبت للعالم الآن فى زمن الحرب فرادة فطرية ، ولو مراكز من بيننا تقوم حسنا وتنجينا ، بدراسة سبل وطرائق دمج الدولة الحاكمة فى بواليد مجتمعها المميز المتوافر على أدوات البناء والبقاء