أفادت مصادر محلية مطلعة، أن طائرات شحن ضخمة تهبط بشكل متواصل خلال ساعات الليل في منطقة نائية غرب مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور، وسط تضارب الروايات وتكتم رسمي على طبيعة تلك الرحلات الجوية.
فإن عمليات الهبوط تتم بين الساعة الثانية عشرة والواحدة صباحًا، في مهبط ترابي يقع جنوب وادي باري، وشمال جبل فارو، وشرق كبري أزوم، وهو موقع يُعرف بوعورته وخلوه من السكان باستثناء تواجد موسمي لمزارعين ورعاة.
شهود عيان أكدوا أن الطائرات تُصدر أصواتًا مدوية عند الهبوط والإقلاع، تُسمع بوضوح في أجزاء واسعة من زالنجي، فيما تُرصد أصوات شاحنات تتحرك في المنطقة قبل وبعد كل عملية هبوط، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الشحنات المنقولة، والجهة التي تُدير هذه العمليات لوجستيًا.
وأظهرت مقاطع مصورة محدودة، تداولها ناشطون محليون، وهج الطائرات خلال الهبوط في الليالي الأخيرة، مؤكدين أن العملية تتكرر بشكل يومي تقريبًا منذ أسبوع، وسط تزايد قلق السكان.
مصدر مقيم في حي الوحدة بمدينة زالنجي، أفاد بأن آخر هبوط سُجل عند الساعة 12:18 من ليلة السبت، حيث مكثت الطائرة على الأرض لأكثر من ساعة، قبل أن تقلع مجددًا في أجواء يسودها الغموض.
المصادر أوضحت أن الطائرات تأتي من اتجاهين مختلفين: الشمالي الغربي والجنوبي الغربي، ما يشير إلى احتمالية تعدد قواعد الإقلاع، ويعزز فرضيات وجود خطوط إمداد غير معلنة.
يُشار إلى أن قوات الدعم السريع تفرض سيطرتها على 6 من أصل 9 محليات في ولاية وسط دارفور، من بينها زالنجي، فيما تخضع باقي المحليات لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، في ظل وضع أمني معقد وانعدام شبه تام لأي رقابة جوية مركزية منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023.
ويرجح خبراء أن اختيار منطقة جبل فارو كموقع للهبوط يعود لعوامل أمنية وجغرافية، إذ إنها منطقة وعرة، مهجورة منذ نزوح سكانها عام 2003، وبعيدة عن مراكز المراقبة، ما يمنحها ميزة استراتيجية لتنفيذ عمليات نقل ليلية بعيدة عن الأنظار.
وتجدر الإشارة إلى أن مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور، شهد في سبتمبر 2024 أول رحلة طيران رسمية في إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع، وهو ما قد يرتبط بتحولات لوجستية جديدة في خارطة الطيران العسكري بالمنطقة