الحركة الشعبية لتحرير السودان (عقار) توضح موقفها من بيان الرباعية
كتب؛ حافظ الخير
أصدرت الحركة الشعبية برئاسة الفريق مالك عقار بيانا صحفيا أوضحت فيه موقفها الرافض لبيان الرباعية الدولية بشأن الهدنة الإنسانية والحوار السياسي وفرض العقوبات الأمريكية علي وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي.
وقالت الحركة في بيان لها ممهور بتوقيع سعد محمد عبدالله
الناطق الرسمي باسم الحركة أن
قيادة الحركة الشعبية-شمال “الجبهة الثورية” طالعت علي وسائل الإعلام بيان صحفي صادر عن “الرباعية الدولية” طارحًا دعوتها لإبرام هدنة إنسانية بمواقيت محددة مسبقًا، وكذلك الحديث عن فتح بوابة للحوار السياسي في السودان، وإنعكاسًا لإزدواجية المعايير وإختلالات موازين القرار العالمي حيال الحرب الجارية؛ فقد تابعنا بكل أسف في الوقت الذي طُرِحت فيه مبادرة “الرباعية” علي الجانب الأخر صدرت قرارات جائرة من قِبل وزارة الخزانة الأمريكية، وفُرِضت بموجبها عقوبات علي د.جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الإقتصادي السوداني، وهذه العقوبات الظالمة ستعقد المشهد أكثر فأكثر، وبدلاً عن معاقبة أولئك الجناة المجرمين الذين يقتلون الشعب السوداني فإن الولايات المتحدة الأمريكية إختارت أن تغض طرفها عن جرائمهم الموثقة لتفرض عقوباتها علي الحكومة، ومن جانبنا ندين تلك العقوبات بشدة.
تثمّن قيادة الحركة الشعبية-شمال الجهود التي تبذلها الهيئات الإقليمية والدولية في دعم جهود السلام والإستقرار في السودان، ولكن تُبدِي في الوقت ذاته تحفظها على بعض الجوانب الجوهرية في ذلك الموقف لا سيما تسمية الأطراف وعدم وضوح آليات الحوار، ويظل موقفنا ثابت تجاه ضرورة ملكية السودانيين لعملية الحوار الوطني بكل جوانبها؛ علي أن يكون الدور الإقليمي والدولي “مُيسرًا لا مُسيرًا”، وهنا تجدد التأكيد علي أهمية عزل مليشيا الدعم السريع المتمردة عن الحياة السياسية باعتبارها مجموعة إرهابية مسلحة عملت علي تقويض أجهزة الدولة وإبادة شعبها وإهدار مواردها، ويجب علي العالم أجمع تجريمها ومكافحتها، ولا ينبغي مكافئتها عبر إيجاد أيّ مخرج سياسي لها تحت أيّ غطاء.
تؤكد قيادة الحركة الشعبية-شمال إنحيازها إلي خيار الحوار السياسي السوداني الذي ينتج الحلول الجذرية لمشكلات السودان؛ وليست تلك الأطروحات التي يتم حياكتها من أجل تقديمها للسودانيين بأدوات خارجية، والطرح الحالي للهدنة والحوار لا يستوعب المتغيرات السياسية والعسكرية وإتجاهات حركة المجتمع السوداني؛ كما لا يضع في الإعتبار إنتهاكات الدعم السريع الموثقة في حصارها المضروب علي سكان المدن والقرى والتهجير القسري والقتل والتعذيب علي أساس عنصري، وقد طالت أياديها مقار المنظمات الإنسانية التى حرقتها ونهبتها، وأعاقت عمدًا إيصال المساعدات الإنسانية للنازحيين والمحتاجيين.
تقف قيادة الحركة الشعبية-شمال مع أيّ مبادرة للحوار السياسي الشامل والشفاف، والذي لا يأتي في سياق فرض القرارات وشرعنة أجندة وكلاء الإستعمار وإعادة تحوير الأزمة وإنتاج حلول لا تأخذنا إلي المستقبل المنشود، بل الأصوب أن ينطلق الحوار من الإرادة الوطنية الحرة، ويجب النظر إلي الواقع السياسي والإنساني السوداني بواقعية ومنطق من أجل مخاطبة جذور الأزمة ومعالجتها طبقًا لما طرحته “خارطة الطريق الحكومية” ومن خلال آليات متفق عليها بين حكومة السودان وهيئات العالم ذات المهام المختلفة بما يحفظ الوحدة والسيادة الوطنية ويضمن العبور الآمن نحو إقامة دولة سودانية مستقرة ومزدهرة، ويجب أن يتم ذلك بعيدًا عن الإملاءات الخارجية أو المحاصصات الضيقة بغية الوصول إلي سلام عادل وشامل ينهي معاناة الشعب السوداني.