صلاح الكامل يكتب ::::
<<<
القطينة .. بعودتها تبدأ ثارات ودالنورة
<<<
● من نوافل القول ان للامكنة ضوعا وقابلية للود، (فلا تحتجب تعجبا!) في حال علمت ان (فلان) (يحب) المدينة (العلانية)..لا تحدثني عن الاوطان فهذي لها علائق آخري قد تدفعك اليها اشياء غير واقعيه او حتي وجدانية بلحاظ ظروف معينة مع اعتبار اهمية الموطن والذي لسنا بصدد المزايدة عليه .
● ذهبت بك بعيدا (عزيزي القاري) فلنعد معا الي القطينة (نسال الدار عن قطانها) نستجر التاريخ لينبئك انها تليدة، عريقة وضاربة في جذور الحضور القديم الحديث كما الممالك والحواضر التي زارها التاريخ ذلك الكهل (اعني التاريخ) الذي غالبا ما يحضر عند السلطان فقط, فيسجل ويوثق له شجونه ومجونه وحتي جنونه ولا يحتفي كثيرا بمواطن الجمال ومظان الآلق في حواشي الانسان الذي يعيش دنياه علي سجاياه بدون صولجان.
● القطينة تلكم المدينة التي تجتنب النيل الابيض علي ضفته الشرقية جنوب الخرطوم بتسعين كيلومترا، قد افترعت التعليم قبل ما يزيد علي القرن وعقد من السنين, فكانت واحدة من اربعة مدائن لها ريادة التعليم النظامي في السودان ( ام درمان، القطينة، رفاعة والكوة) بلحاظ ان القطينة كمحلية قد حضنت اثنين من الاربعه سالفة الذكر(القطينة والكوة).
● هذي القطينة التي جمعت من كل جهة وقبيلة ممثل يحكي عن اللحمة والانصهار الذي افضي الي مصاهرة ومواثقة، وفوق كل ذلك فان سبقها (مدينة مئية العمر) وضعها في موقع متقدم اذا ما ذكرت المدن التي تجسد السودان بسحناته ونسيجه المرتوق.
● القطينة ودود ولود (الجد فيها جدته كانت معلمة) لا يمكن لسفر وان تطاول وسطر وان تمدد ان يحصر من قدمتهم للسودان والدنيا علماء وساسة واهل ثقافة وفن وكفر ووتر وكافة ضروب العطاء الانساني، فهي مهيع ابداع لم يبدا من البروف محجوب عبيد طه -عالم الفيزياء القطاني الشهير- ولم ينتهي بالكابتن طيار أحمد خليل محمدالصادق وبينهما قادة وسادة واهل تقابة ونظاميين واطباء ومهندسين وخبراء كبار وووو ، فقد اضافت القطينة الي بلادي نوعا وكيفا وكما ورفدت الناس من كل صنف بزهرة تسر النظر واريج يوش الوجدان وعطر يشنف الأنوف.
● آفق آخير :
● جثمت مليشيا الدعم السريع الغادرة علي صدر “جنة بلال” ردحا من الزمان ومنها تمدد شرها حتي بلغ (متراس الاعوج الحصين) وشرقا صبت حقدها الدفين علي مرافق ابوقوتة مرورا بواحة الصلاح “ودكبيش” وسلك عربان الشتات الدرب الجنوب الشرقي فبلغوا ودالنورة رصيفة (القطينة مواردا غزيرة وانسانا عظيم)، حيث مارست مليشيا الغدر القتل هناك وزفت لفيف من شهداء الوطن وكانت دماء الشهداء وقودا ومنصة انطلق منها فتية ودالنورة فقدموا السهم الوافر والدور الزاخر في تحرير نعيمة وحواكرها والقطينة وحواضرها، وقدموا لنا فرحة العمر وسرور الدهر، بلحاظ ان سياقاتهم جاءت وكتيبة الشهيد الصياد تدخل الابيض وتلتحم بالهجانة معبدة الطريق المبتدر لتحرير “دارفور المحمل والكسوة” ووقتها سيسجل التاريخ ان بلادنا كانت علي وشك الفناء ودولتنا كادت تقرب الانهيار لو لا فتية كانوا علي موعد مع التاريخ وبايديهم وعلي ازندتهم كان سحق عربان الشتات وفناء عملاء عيال زايد وتبع اولاد دقلو من سيسجلهم التاريخ دمادما في رقاع غابر اسود.