منظور جديد
عامر حسون
الغرفة القومية للبصات السفرية في خندق الوطن
الغرفة القومية للبصات السفرية الفرعية بولاية النيل الأبيض: سهم إنساني في معركة الكرامة.
.كلنا يعرف الدور الاقتصادي والخدمي الكبير الذي تقوم به غرفة البصات القومية في السودان حيث قادت هذا القطاع الحيوي في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد من حرب وتشريد ونزوح في الحفاظ علي تقديم خدمة البصات التي نقلت المواطنين بين مدن السودان المختلفة في ظل عوامل تشغيل صعبة وقاسية مع تدهور الاقتصاد السوداني فسهلت حركة الانتقال والنزوح التي عصفت بالمواطن السوداني في لحظة وطنية فارقة، حيث تتقاطع مسارات الحرب مع تحديات الحياة اليومية، ويصبح العمل المدني شريكاً أصيلاً في الصمود،
وفي النيل الأبيض برزت الغرفة القومية للبصات السفرية الفرعية بولاية النيل الأبيض كأحد الروافد النبيلة التي آثرت أن تكون حاضرة في معركة الكرامة لا بالشعارات، بل بالفعل الخلاق والخدمة المجتمعية الصادقة.
في ظل ظروف أمنية واقتصادية حرجة، لم تقف الغرفة القومية. للبصات السفرية فرعية النيل الأبيض موقف المتفرج، بل سارعت بمبادرات نوعية تعكس وعيها بالمسؤولية الوطنية، وانتماءها الأصيل لهذا الوطن الجريح. لقد قامت الغرفة بمساهمات واضحة أثمرت عن نتائج ملموسة كان لها الأثر المباشر على المجتمع ومؤسساته، أهمها: صيانة وتأهيل المستشفى العسكري بكوستي فتمت صيانة ثلاثة طوابق كاملة، شملت تركيب مراوح وأجهزة تكييف، وتوفير عدد (36) سريراً بمواصفات طبية عالية، إضافة إلى مراتب، وسادات، ملايات جديدة، وطلاء العنابر والبرندات بدهانات حديثة (بوماستك)، مما ساهم في تحسين بيئة المستشفى وخدماته للمصابين والمرضى من أبناء القوات المسلحة والمدنيين.كما قامت بتجهيز بنك الدم بالمستشفى العام
بكامل الاحتياجات الأساسية من ثلاجات لحفظ الدم، أجهزة تكييف، صالة انتظار للمتبرعين، مراوح، وقاعة محاضرات، لتأمين الخدمة الحيوية في دعم أرواح الجنود والمواطنين المحتاجين للدم، وهي خطوة تعكس فهماً عميقاً لأولويات المرحلة.
هذه الجهود ليست إلا انعكاساً لروح وطنية خالصة، ومساهمة حقيقية في (معركة الكرامة) التي يخوضها الشعب السوداني بمختلف مكوناته. فقد أثبتت الغرفة أن الحرب لا تُخاض بالبندقية فقط، بل بالإحساس بالمسؤولية، وبالعطاء الذي يسند الجبهة الداخلية، ويعزز الثقة في مؤسسات الدولة.
نداءنا لكل الغرف الفرعية الأخرى في الولايات، وكذلك لجان التشغيل ان يحذوا حذو النيل الأبيض.
فخدمة الشعب ليست منّة، بل واجب، وإنجازات الغرفة تُسجل بمداد الفخر والاعتزاز.
نرفع القبعات احتراماً لهذه الجهود، فهي ليست مجرد أعمال، بل سهم ناصع في جسد الخذلان، وصوت صادق في ميدان الوطنية.
التحية لقوات الشعب المسلحة، والتحية لكل يد تبني وتُسند في معركة الشرف والكرامة.