مسارات
محفوظ عابدين
اللجنة الأمنية بشندي… تفرقت بها السبل.
واللجنة الأمنية بشندي هي تلك اللجنة التي تزامنت مع الحرب وقبلها بقليل دخلت في تحديات كبيرة لأن أمر( الحرب) وكل إرهاصاتها في الأفق كانت ظاهرة إلا أن (التوقيت) الذي (اندلعت) فيه لم يكن في حسابات الكثير من أهل السياسة والإعلام (معلوما) بالأمر الدقيق ،إلا أن أصحاب الأجهزة (الأمنية) في المخابرات والاستخبارات على المستوى الأعلى لهم قراءات قد تختلف من تلك القراءات البعيدة من مركز القرار ومصادر المعلومات.
ولكن شندي كانت المنطقة الأقرب إلى العاصمة الخرطوم وهي (المرشحة) الأولى لتنتقل إليها (شرارة) الحرب ليس بسبب (الرياح) متجهة نحو (الشمال) ولكن (اهداف) الحرب اتضحت بعد ذلك أنها تسير في اتجاه (الرياح) او(عكسه) في ذلك الوقت لأن هدفها معلوم لاصحاب الأجندة الذين أطلقوا (الرصاصة) الأولى.
وذلك لأن شندي تمثل (رمزية) كبيرة وان (استهدافها) أو نقل (دائرة ) الحرب إليها كان واحدة من استراتيجية ذلك المخطط. ولكن اقدار الله و(ظروف) الحرب و( تقديرات) الميدان و (مآلات) الحرب قد غيرت من الاتجاه جنوبا نحو( الجزيرة) و(مدني) بدلا من (الشمال) و الاتجاه نحو (شندي) و(عطبرة) ،ويبدو أن المخطط من الاستيلاء على مطار (مروي) والتحرك نحوه قبل انطلاقة (الرصاصة) الأولى كان هدفه انزال الأسلحة من (ليبيا)ونقل المرتزقة إليه لتكون مروي نقطة انطلاق ل(توغل) قوات المليشيا شمالا إلى (دنقلا) و(حلفا) وجنوبا إلى (عطبرة)و(شندي) ويكون مسقط رأس دولة (٥٦) حسب اعتقادهم وكما هم يتوهمون تحت قبضة المليشيا وماتبقى من البلاد أمره سهل حسب المخطط
واللجنة الأمنية في شندي وفي الولاية. والقوات النظامية أعدت حساباتها لكل الاحتمالات وكل التوقعات في هذه الحرب لان الحرب (خدعة)
وظلت اللجنة الأمنية بشندي والتي (تضم) عناصر (قوية) في زمن الحرب ،استطاعت أن توقف تمدد المليشيا الا من حالات تسلل( مؤقتة) إلى جنوب الولاية ومحلية شندي في منطقة (حجر العسل) المجاورة لولاية الخرطوم من جهة الشمال ، استغلالا لمراكز تواجد المليشيا في مصفاة الجيلي بالقرب من حدود شندي الجنوبية مع محلية بحري، وكان هذا (التسلل) بحثا عن (السيارات) و(المواتر) وغالبا ما يكون بحثا عن (الطعام ) وذلك بسبب الانقطاع. بين قوات المليشيا في المصفاة والاخرى في جنوب بحري،وذلك لوجود منطقة (الكدرو) العسكرية بقيادة اللواء النعمان على عوض السيد التي قطعت الطريق والتواصل بين المجموعتين واستهدفت اي نوع من (التلاحم) أو (التقارب) بين المجموعتين في شمال وجنوب بحري
وما فعلته المنطقة العسكرية في الكدرو خفف الضغط على شندي بصفة خاصة والشمال بصفة عامة.
ولكن ظلت اللجنة الأمنية بشندي في ذلك الوقت تعمل ليل نهار حتى انتهى الضغط عليها بتحرير الخرطوم ومصفاة الجيلي و (تنفست) شندي (الصعداء)
واللجنة الأمنية بشندي التي كان يترأسها المدير التنفيذي للمحلية خالد عبد الغفار الشيخ وتضم عددا من العناصر ذات التخصص والخبرة ،منهم رئيس شعبة الاستخبارات بالفرقة الثالثة مشاة العقيد ركن مصطفى تاج السر ورئيس شعبة العمليات العقيد الركن جبريل عوض مضوي والعقيد شرطة الأمين عبد القادر الذي كان أول المغادرين الذي تم نقله إلى عطبرة وحل مكانه العميد شرطة عز الدين محمد إدريس مدير شرطة شندي والعقيد ركن احمد فرح مدير جهاز المخابرات العامة بشندي و مولانا محمد عوض الكريم رئيس النيابة الاعلى بشندي ،ومولانا بابكر بابكر عبد الرازق المستشار القانوني للمحلية والنقيب عبد الرحيم محمد احمد من مقررية اللجنة الأمنية.
ولكن هذه اللجنة الأمنية التي عملت في ظروف بالغة التعقيد تفرقت بها السبل. حيث تم نقل العقيد شرطة الأمين القادر مدير شرطة محليةشندي الى عطبرة. وذهب رئيس شعبة الاستخبارات العقيد مصطفى تاج السر إلى القيادة العامة وتحرك العقيد جبريل عوض رئيس شعبة العمليات الى مواقع العمليات في البطانه وشرق النيل بالخرطوم وذهب العقيد احمد فرج من جهاز المخابرات بشندي إلى أحد ادارات جهاز المخابرات في بورتسودان واخيرا ترجل رئيس اللجنة الأمنية المدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ من المحلية إلى أمانة الدامر عاصمة للشباب في التنقلات الأخيرة التي اصدرها والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد
وأعتقد أن هذه اللجنة الأمنية يجب أن تكرم بذات الشخوص وبهذا التكوين من قبل اللجنة الأمنية بالولاية. ومن مواطني محلية شندي الذين كانوا سندا لها في عمليات التأمين الكبيرة للمحلية والتي نفذتها اللجنة على امتداد المحلية جنوبا وشمالا وشرقا.
ونأمل من اللجنة الجديد التي يترأسها المدير التنفيذي لمحلية شندي الجديد الحاج بلة سومي وعناصرها الجديدة ا العقيد معز بلال رئيس شعبة الاستخبارات بالفرقة الثالثة والرائد مصطفى من جهاز المخابرات والمطعمة بعناصر اللجنة السابقة العميد شرطة عزالدين محمد ادريس و مولانا محمد عوض الكريم و مولانا بابكر بابكر عبد الرزاق المستشار القانوني للمحلية بحكم المنصب أن تكون قدر التحديات وهي تعمل في ظروف افضل بكثير من سابقتها ونتمنى لها السداد والتوفيق.
